

الراوي >> الفنان أشرف عبدالغفور
"وبعد ، فهذا ختام ما كتبه "شمعون بن زخارى" ، والملقب بشمعون المصرى ، عن أخبار بنى إسرائيل في أرض سيناء ، وما كان من أمرهم منذ عبور البحر وحتى وفاة نبى الله موسى بن عمران. وأعلم أنى ماكتبت في هذا الرقاع إلا أحد أمرين ، أمرٍ شهدته بعينى أو أمرٍ سمعته من رجل من الرجال الثقات. وأُشِهد الرب (إيل) أنى ما بغيت بهذا الكتاب مجداً ولا شرفاً، وإنما إظهار شهادتى على جيل من شعب بنى إسرائيل ، اصطفاه الله وأنجاه بمعجزة من عدوه ، ثم غضب عليه و أهلكه في تلك البرية القفراء بعد أن أذاقه شقاء الارتحال ومرارة التيه . هذا كتاب لا أدرى من سيكون قارئه ، فأياً من تكن أرجو أن تتذكر كاتب هذه الأبواب بالرحمة وأن تدعو له بالغفران " - شمعون بن زخارى بن رأوبين الملقب بشمعون المصرى - تم في الليلة الأخيرة من الشهر الثامن لسنة ستين بعد الخروج"
جميلة اوى اوى اوى اوى
تعليق بسيط انا مسمعتش الروايه كلها بس في غلطه من الكاتب هو ان اللي آمنوا مع سيدنا موسى عليه السلام اسمهم مسلمين مش يهود كل الأنبياء كانوا علي الإسلام ﴿ما كانَ إِبراهيمُ يَهودِيًّا وَلا نَصرانِيًّا وَلكِن كانَ حَنيفًا مُسلِمًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ﴾ [آل عمران: ٦٧]

مش غلطة يافندم صح يعني مفيش رسالات سماوية مفيش انجيل وتوراه مفيش حاجة اسمها النصاري واليهود وذكرو في القران انهم اهل ذمة وأصحاب الكتاب لايافندم في يهود وفي نصاري مع احترامي
﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ﴾ [الأعراف: ١٧٢] ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢)﴾. يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠] وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية على هذه الملة - فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تولد بهيمة جمعاء هل تحسّون فيها من جدعاء" [١] وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم" [٢]. وقال الإمام أبو جعفر بن جرير - رحمه الله -: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني السري بن يحيى، أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم، عن الأسود بن سريع من بني سعد قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع غزوات، قال: فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاشتد عليه ثم قال: "ما بال أقوام يتناولون الذرية". فقال رجل: يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين؟ فقال: "إن خياركم أبناء المشركين ألا أنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة، فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها" قال الحسن: والله لقد قال الله في كتابه: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الآية [٣]. وقد رواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري به، وأخرجه النسائي في سننه من حديث هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: حدثني الأسود بن سريع فذكره ولم يذكر قول الحسن البصري واستحضاره الآية عند ذلك [٤]. وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم - عليه السلام - وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن الله ربهم. قال الإمام أحمد: حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول: نعم. فيقول: قد أردتُ منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك بي" [٥] أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به [٦]. (حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير - يعني: ابن حازم -، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم [٧] - عليه السلام - بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها [٨]، فنثرها بين يديه [كالذرّ] [٩] ثم كلمهم قِبَلًا [١٠] قال: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا﴾ إلى قوله: ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [١١] وقد روى هذا الحديث النسائي في كتاب التفسير من سننه عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة، عن حسين بن محمد المروذي به، ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث حسين بن محمد به، إلا أن ابن أبي حاتم جعله موقوفًا، وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث حسين بن محمد وغيره، عن جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر [١٢]، هكذا قال، وقد رواه عبد الوارث، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فوقفه [١٣]، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم ابن جبر، عن أبيه به [١٤]، وكذا رواه عطاء بن السائب وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس [١٥] فهذا أكثر وأثبت. والله أعلم. وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبي، عن أبي هلال، عن أبي جمرة الضبعي، عن ابن عباس قال: أخرج الله ذرية آدم من ظهره كهيئة الذر وهو في أذى من الماء. وقال أيضًا: حدثنا علي بن سهل، حدثنا ضمرة بن ربيعة، حدثنا أبو مسعود، عن جويبر قال: مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال: فقال: يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحلّ عنه عقده، فإن ابني مُجْلِس ومسؤول، ففعلت به الذي أمر، فلما فرغت قلت: يرحمك الله عما يسأل ابنك من يسأله إياه؟ قال: يسأل عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قلت: يا أبا القاسم وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم؟ قال: حدثني ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذٍ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفّى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يُقرّ به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرًا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة [١٦]. فهذه الطرق كلها مما تقوي وقف هذا على ابن عباس، والله أعلم. (حديث آخر) قال ابن جرير: حدثنا عبد الرحمن بن الوليد، حدثنا أحمد بن أبي طيبة، عن سفيان بن سعيد، عن الأجلح، عن الضحاك، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ قال: أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾؟ قالت الملائكة: ﴿شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [١٧]. أحمد بن أبي طيبة هذا هو: أبو محمد الجرجاني قاضي قومس كان أحد الزهاد أخرج له النسائي في سننه وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: حدث بأحاديث كثيرة غرائب وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، وكذا رواه ابن جرير عن منصور به [١٨] وهذا أصح والله أعلم. (حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا روح - هو: ابن عبادة -، حدثنا مالك. وحدثنا إسحاق، حدثنا مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ الآية فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عنها ففال: "إن الله خلق آدم - عليه السلام - ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية. قال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بأعمال أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بأعمال أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار" [١٩]. وهكذا رواه أبو داود، عن القعنبي والنسائي، عن قتيبة والترمذي في تفسيرهما، عن إسحاق بن موسى، عن معن. وابن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. وابن جرير، عن روح بن عبادة وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية أبي مصعب الزبيري كلهم عن الإمام مالك بن أنس به، قال الترمذي: وهذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر كذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة زاد أبو حاتم وبينهما نعيم بن ربيعة [٢٠]. وهذا الذي قاله أبو حاتم رواه أبو داود في سننه، عن محمد بن مصفى، عن بقية، عن عمر بن جعثم القرشي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار الجهني، عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ فذكره [٢١]. وقال الحافظ الدارقطني: وقد تابع عمرُ بنَ جعثم يزيدُ بنُ سنان أبو فروة الرهاوي، وقولهما أولى بالصواب من قول مالك والله أعلم [٢٢]. قلت: الظاهر أن الإمام مالكًا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا لما جهل حال نعيم بن ربيعة ولم يعرفه فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات ويقطع كثيرًا من الموصولات، والله أعلم. (حديث آخر) قال الترمذي عند تفسيره هذه الآية: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي ربِّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلًا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه قال: أي ربِّ من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأُمم من ذريتك يُقال له: داود. قال ربّ وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة. قال: أي ربِّ وقد وهبت له من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [٢٣]. ورواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين به وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه [٢٤]. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه حدث، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال: "ثم عرضهم على آدم فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك، وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال آدم: يا ربِّ لم فعلت هذا بذريتي؟ قال: كي تشكر نعمتي. وقال آدم: يا ربّ من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورًا؟ قال: هؤلاء الأنبياء يا آدم من ذريتك" ثم ذكر قصة داود كنحو ما تقدم [٢٥]. (حديث آخر) قال عبد الرحمن بن قتادة النصري، عن أبيه، عن هشام بن حكيم - رضي الله عنه - أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أتبدأ الأعمال أم قد قضي القضاء؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم ثم أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه ثم قال: هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسّرون لعمل أهل النار" رواه ابن جرير [٢٦] وابن مردويه من طرق عنه. (حديث آخر) روى جعفر بن الزبير - وهو ضعيف -، عن القاسم، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله الخلق وقضى القضية أخذ أهل اليمين بيمينه وأهل الشمال بشماله، فقال: يا أصحاب اليمين، فقالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، قال: يا أصحاب الشمال، قالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، ثم خلط بينهم فقال قائل له: يا ربّ لِمَ خلطت بينهم؟ قال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون أن يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، ثم ردهم في صلب آدم" رواه ابن مردويه [٢٧]. (أثر آخر) قال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الآية، قال: فجمعهم له يومئذٍ جميعًا ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، فجعلهم في صورهم ثم استنطقهم، فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ الآية قال: فإني أُشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع، وأُشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا ربّ غيري ولا تشركوا بي شيئًا، وإني سأرسل إليكم رسلًا لينذروكم عهدي وميثاقي وأُنزل عليكم كتبي. قالوا: نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقروا له يومئذٍ بالطاعة ورفع أباهم آدم فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك. فقال: يا ربّ لو سويت بين عبادك؟ قال: إني أحببت أن أشكر، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة فهو الذي يقول تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (٧)﴾ [الأحزاب] وهو الذي يقول: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠] ومن ذلك قال: ﴿هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (٥٦)﴾ [النجم] ومن ذلك قال: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (١٠٢)﴾ [الأعراف] [٢٨] رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه في تفاسيرهم من رواية أبي جعفر الرازي به. وروي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والسدي وغير واحد من علماء السلف سياقات توافق هذه الأحاديث اكتفينا بإيرادها عن التطويل في تلك الآثار [٢٩] كلها وبالله المستعان. فهذه الأحاديث دالة على أن الله - عز وجل - استخرج ذرية آدم من صلبه، وميّز بين أهل الجنة وأهل النار، أما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وفي حديث عبد الله بن عمرو، وقد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم، ومن ثَم قال قائلون من السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد كما تقدم في حديث أبي هريرة وعياض بن حمار المجاشعي، ومن رواية الحسن البصري عن الأسود بن سريع وقد فسّر الحسن الآية بذلك قالوا: ولهذا قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ﴾ ولم يقل من آدم، ﴿مِنْ ظُهُورِهِمْ﴾ ولم يقل من ظهره ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ أي: جعل نسلهم جيلًا بعد جيل وقرنًا بعد قرن كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ﴾ [الأنعام: ١٦٥] [وقال: ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٦٢]] [٣٠] وقال: ﴿كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ﴾ [الأنعام: ١٣٣]. ثم قال: ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ أي: أوجدهم شاهدين بذلك قائلين له حالًا وقالًا. والشهادة تارة تكون بالقول كقوله: ﴿قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا﴾ الآية [الأنعام: ١٣٠]، وتارة تكون حالًا كقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ﴾ [التوبة: ١٧] أي: حالهم شاهد عليهم بذلك لا أنهم قائلون ذلك، وكذا قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)﴾ [العاديات] كما أن السؤال تارة يكون بالقال وتارة يكون بالحال كما في قوله: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ [إبراهيم: ٣٤]. قالوا: ومما يدل على أن المراد بهذا هذا أن جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في الإشراك، فلو كان قد وقع هذا كما قال من قال لكان كل أحد يذكره ليكون حجة عليه، فإن قيل: إخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - به كافٍ في وجوده، فالجواب أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره، وهذا جُعل حجة مستقلة عليهم، فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد ولهذا قال: ﴿أَنْ تَقُولُوا﴾ أي: لئلا تقولوا يوم القيامة ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا﴾ أي: التوحيد ﴿غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا﴾ الآية. [١] تقدم تخريجه في تفسير سورة الأنعام آية ٧٩. [٢] تقدم تخريجه كسابقه. [٣] أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده منقطع لأن الحسن لم يسمع من الأسود لكنه صرح بالتحديث فأخرجه الإمام أحمد من طريق محمد بن جعفر عن السري بن يحيى به بدون كلام الحسن في آخره، (المسند ٢٦/ ٢٣١ ح ١٦٣٠٣) وضعفه محققوه لانقطاعه رغم تصريح الحسن بالسماع من الأسود، وقد أخرجه البخاري من طريق الحسن البصري مصرحًا بالسماع من الأسود (التاريخ الكبير ١/ ٤٤٥). [٤] المسند ٣/ ٤٣٥، والسنن الكبرى، السير، باب النهي عن قتل ذراري المشركين (ح ٨٦١٦). [٥] أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ١٢٧) وسنده صحيح. [٦] صحيح البخاري، الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (ح ٣٣٣٤)، وصحيح مسلم، صفات المنافقين، باب طلب الكافر الفداء ... (ح ٢٨٠٥). [٧] ظهر آدم أي: ذريته، سُمِّي ظهر لخروجهم منه. [٨] ذرأها: أي خلقها في ظهره وأودعها فيه. [٩] زيادة من المسند، والذرّ: واحدها بذرة، قيل: هي النملة وقيل: غير ذلك. [١٠] قِبَلا: أي عيانا ومقابلة. [١١] أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٢٦٧ ح ٢٤٥٥)، قال محققوه: رجاله ثقات رجال الشيخين غير كلثوم بن جبر فمن رجال مسلم. اهـ. وكلثوم بن جبر: صدوق يخطئ (التقريب ص ٤٦٢) وأظنه هو الذي رفعه لأن ابن أبي حاتم رواه موقوفًا وكذا الطبري وابن سعد كما سيأتي، فكلثوم تارة يرفعه وتارة يوقفه، وبما أنه صح موقوفًا فله حكم الرفع لأنه من الغيبيات، والحافظ ابن كثير قرر أن الوقف أكثر وأثبت كما سيأتي. [١٢] ووافقه الذهبي، المستدرك ٢/ ٥٤٤ ووافقه الذهبي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ١٦٢٣). [١٣] أخرجه الطبري من طريق عبد الوارث عن كلثوم به. [١٤] أخرجه ابن سعد عن ابن علية به (الطبقات الكبرى ١/ ٢٥). [١٥] أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من هذه الطرق موقوفًا أيضًا. [١٦] أخرجه الطبري من طريق جويبر به، وسنده ضعيف لضعف جويبر وأن الضحاك لم يلق ابن عباس، ويتقوى بسابقه. [١٧] أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده أحمد بن أبي طيبة فيه مقال كما قرر الحافظ ابن كثير والأصح وقفه، فقد أخرجه ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن يمان عن سفيان به موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولكن له حكم الرفع كسابقه. [١٨] الذي في الطبري من طريق يحيى بن سعيد عن سفيان به، وليس عن عبد الرحمن بن مهدي، وقد يكون ذلك في نسخة الحافظ ابن كثير. [١٩] أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٣٩٩، ٤٠٠ ح ٣١١)، وقال محققوه: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن يسار الجهني لم يسمع من عمر. اهـ. وهذا التصحيح بالشواهد. وضعف سنده ابن عبد البر ثم قال: ولكن معنى الحديث قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرها (التمهيد ٦/ ٣ - ١٢). [٢٠] سنن أبي داود، السنة، باب في القدر (ح ٤٧٠٣)، وسنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الأعراف (ح ٣٠٧٥) والسنن الكبرى للنسائي كتاب التفسير (ح ١١١٩٠) وتفسير ابن أبي حاتم. [٢١] سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في القدر (ح ٤٧٠٤). [٢٢] العلل للدارقطني ٢/ ٢٢١ - ٢٢٣. [٢٣] سنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الأعراف (ح ٣٠٧٦) وذكره الألباني في صحيح سنن الترمذي (ح ٢٤٥٩). [٢٤] ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٢٥). [٢٥] أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به وسنده ضعيف لضعف عبد الرحمن. [٢٦] أخرجه الطبري من عدة طرق عن عبد الرحمن بن قتادة به وفي سنده اضطراب وقد أفاض الأستاذ أحمد شاكر في ضبط سنده ثم ختم بقوله: وبعد ذلك كله فمعنى الحديث صحيح مروي عن جماعة من الصحابة بأسانيد ليس فيها هذا الاضطراب. [٢٧] سنده ضعيف لضعف جعفر بن الزبير. [٢٨] أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد من طريق أبي جعفر الرازي به، وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد من طريق سليمان بن يعقوب الربالي عن الربيع به بنحوه وفيه بعض النكارة (المسند ٣٥/ ١٥٥ ح ٢١٢٣٢) وضعفه محققوه لضعف سليمان. وسند ابن أبي حاتم أقوى وأجود. [٢٩] وتخريج الأحاديث كذلك يغني عن تخريج تلك الآثار. [٣٠] زيادة من (حم) و (عم) و (مح). - تفسير ابن كثير (العربية)@NADAMASAUD
﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ﴾ [الأعراف: ١٧٢] ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢)﴾. يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠] وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية على هذه الملة - فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تولد بهيمة جمعاء هل تحسّون فيها من جدعاء" [١] وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم" [٢]. وقال الإمام أبو جعفر بن جرير - رحمه الله -: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني السري بن يحيى، أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم، عن الأسود بن سريع من بني سعد قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع غزوات، قال: فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاشتد عليه ثم قال: "ما بال أقوام يتناولون الذرية". فقال رجل: يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين؟ فقال: "إن خياركم أبناء المشركين ألا أنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة، فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها" قال الحسن: والله لقد قال الله في كتابه: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الآية [٣]. وقد رواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري به، وأخرجه النسائي في سننه من حديث هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: حدثني الأسود بن سريع فذكره ولم يذكر قول الحسن البصري واستحضاره الآية عند ذلك [٤]. وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم - عليه السلام - وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن الله ربهم. قال الإمام أحمد: حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ قال: فيقول: نعم. فيقول: قد أردتُ منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك بي" [٥] أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به [٦]. (حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير - يعني: ابن حازم -، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم [٧] - عليه السلام - بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها [٨]، فنثرها بين يديه [كالذرّ] [٩] ثم كلمهم قِبَلًا [١٠] قال: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا﴾ إلى قوله: ﴿الْمُبْطِلُونَ﴾ [١١] وقد روى هذا الحديث النسائي في كتاب التفسير من سننه عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة، عن حسين بن محمد المروذي به، ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث حسين بن محمد به، إلا أن ابن أبي حاتم جعله موقوفًا، وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث حسين بن محمد وغيره، عن جرير بن حازم، عن كلثوم بن جبر به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر [١٢]، هكذا قال، وقد رواه عبد الوارث، عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فوقفه [١٣]، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم ابن جبر، عن أبيه به [١٤]، وكذا رواه عطاء بن السائب وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس [١٥] فهذا أكثر وأثبت. والله أعلم. وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبي، عن أبي هلال، عن أبي جمرة الضبعي، عن ابن عباس قال: أخرج الله ذرية آدم من ظهره كهيئة الذر وهو في أذى من الماء. وقال أيضًا: حدثنا علي بن سهل، حدثنا ضمرة بن ربيعة، حدثنا أبو مسعود، عن جويبر قال: مات ابن الضحاك بن مزاحم ابن ستة أيام قال: فقال: يا جابر إذا أنت وضعت ابني في لحده فأبرز وجهه وحلّ عنه عقده، فإن ابني مُجْلِس ومسؤول، ففعلت به الذي أمر، فلما فرغت قلت: يرحمك الله عما يسأل ابنك من يسأله إياه؟ قال: يسأل عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم قلت: يا أبا القاسم وما هذا الميثاق الذي أقر به في صلب آدم؟ قال: حدثني ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خلقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وتكفل لهم بالأرزاق ثم أعادهم في صلبه، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذٍ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفّى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يُقرّ به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرًا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة [١٦]. فهذه الطرق كلها مما تقوي وقف هذا على ابن عباس، والله أعلم. (حديث آخر) قال ابن جرير: حدثنا عبد الرحمن بن الوليد، حدثنا أحمد بن أبي طيبة، عن سفيان بن سعيد، عن الأجلح، عن الضحاك، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ قال: أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس فقال لهم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾؟ قالت الملائكة: ﴿شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [١٧]. أحمد بن أبي طيبة هذا هو: أبو محمد الجرجاني قاضي قومس كان أحد الزهاد أخرج له النسائي في سننه وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: حدث بأحاديث كثيرة غرائب وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، وكذا رواه ابن جرير عن منصور به [١٨] وهذا أصح والله أعلم. (حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا روح - هو: ابن عبادة -، حدثنا مالك. وحدثنا إسحاق، حدثنا مالك، عن زيد بن أبي أنيسة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ الآية فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عنها ففال: "إن الله خلق آدم - عليه السلام - ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية. قال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خلق الله العبد للجنة استعمله بأعمال أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بأعمال أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار" [١٩]. وهكذا رواه أبو داود، عن القعنبي والنسائي، عن قتيبة والترمذي في تفسيرهما، عن إسحاق بن موسى، عن معن. وابن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب. وابن جرير، عن روح بن عبادة وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من رواية أبي مصعب الزبيري كلهم عن الإمام مالك بن أنس به، قال الترمذي: وهذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع عمر كذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة زاد أبو حاتم وبينهما نعيم بن ربيعة [٢٠]. وهذا الذي قاله أبو حاتم رواه أبو داود في سننه، عن محمد بن مصفى، عن بقية، عن عمر بن جعثم القرشي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار الجهني، عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ فذكره [٢١]. وقال الحافظ الدارقطني: وقد تابع عمرُ بنَ جعثم يزيدُ بنُ سنان أبو فروة الرهاوي، وقولهما أولى بالصواب من قول مالك والله أعلم [٢٢]. قلت: الظاهر أن الإمام مالكًا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا لما جهل حال نعيم بن ربيعة ولم يعرفه فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات ويقطع كثيرًا من الموصولات، والله أعلم. (حديث آخر) قال الترمذي عند تفسيره هذه الآية: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي ربِّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلًا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه قال: أي ربِّ من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأُمم من ذريتك يُقال له: داود. قال ربّ وكم جعلت عمره؟ قال: ستين سنة. قال: أي ربِّ وقد وهبت له من عمري أربعين سنة، فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال: فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [٢٣]. ورواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين به وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه [٢٤]. ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه حدث، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال: "ثم عرضهم على آدم فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك، وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال آدم: يا ربِّ لم فعلت هذا بذريتي؟ قال: كي تشكر نعمتي. وقال آدم: يا ربّ من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورًا؟ قال: هؤلاء الأنبياء يا آدم من ذريتك" ثم ذكر قصة داود كنحو ما تقدم [٢٥]. (حديث آخر) قال عبد الرحمن بن قتادة النصري، عن أبيه، عن هشام بن حكيم - رضي الله عنه - أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أتبدأ الأعمال أم قد قضي القضاء؟ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد أخذ ذرية آدم من ظهورهم ثم أشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفيه ثم قال: هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسّرون لعمل أهل النار" رواه ابن جرير [٢٦] وابن مردويه من طرق عنه. (حديث آخر) روى جعفر بن الزبير - وهو ضعيف -، عن القاسم، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله الخلق وقضى القضية أخذ أهل اليمين بيمينه وأهل الشمال بشماله، فقال: يا أصحاب اليمين، فقالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، قال: يا أصحاب الشمال، قالوا: لبيك وسعديك، قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، ثم خلط بينهم فقال قائل له: يا ربّ لِمَ خلطت بينهم؟ قال: لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون أن يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، ثم ردهم في صلب آدم" رواه ابن مردويه [٢٧]. (أثر آخر) قال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أُبي بن كعب في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الآية، قال: فجمعهم له يومئذٍ جميعًا ما هو كائن منه إلى يوم القيامة، فجعلهم في صورهم ثم استنطقهم، فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ الآية قال: فإني أُشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع، وأُشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا ربّ غيري ولا تشركوا بي شيئًا، وإني سأرسل إليكم رسلًا لينذروكم عهدي وميثاقي وأُنزل عليكم كتبي. قالوا: نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقروا له يومئذٍ بالطاعة ورفع أباهم آدم فنظر إليهم، فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك. فقال: يا ربّ لو سويت بين عبادك؟ قال: إني أحببت أن أشكر، ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة فهو الذي يقول تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (٧)﴾ [الأحزاب] وهو الذي يقول: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠] ومن ذلك قال: ﴿هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (٥٦)﴾ [النجم] ومن ذلك قال: ﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (١٠٢)﴾ [الأعراف] [٢٨] رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه في تفاسيرهم من رواية أبي جعفر الرازي به. وروي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والسدي وغير واحد من علماء السلف سياقات توافق هذه الأحاديث اكتفينا بإيرادها عن التطويل في تلك الآثار [٢٩] كلها وبالله المستعان. فهذه الأحاديث دالة على أن الله - عز وجل - استخرج ذرية آدم من صلبه، وميّز بين أهل الجنة وأهل النار، أما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وفي حديث عبد الله بن عمرو، وقد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم، ومن ثَم قال قائلون من السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد كما تقدم في حديث أبي هريرة وعياض بن حمار المجاشعي، ومن رواية الحسن البصري عن الأسود بن سريع وقد فسّر الحسن الآية بذلك قالوا: ولهذا قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ﴾ ولم يقل من آدم، ﴿مِنْ ظُهُورِهِمْ﴾ ولم يقل من ظهره ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ أي: جعل نسلهم جيلًا بعد جيل وقرنًا بعد قرن كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ﴾ [الأنعام: ١٦٥] [وقال: ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٦٢]] [٣٠] وقال: ﴿كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ﴾ [الأنعام: ١٣٣]. ثم قال: ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ أي: أوجدهم شاهدين بذلك قائلين له حالًا وقالًا. والشهادة تارة تكون بالقول كقوله: ﴿قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا﴾ الآية [الأنعام: ١٣٠]، وتارة تكون حالًا كقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ﴾ [التوبة: ١٧] أي: حالهم شاهد عليهم بذلك لا أنهم قائلون ذلك، وكذا قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (٧)﴾ [العاديات] كما أن السؤال تارة يكون بالقال وتارة يكون بالحال كما في قوله: ﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ [إبراهيم: ٣٤]. قالوا: ومما يدل على أن المراد بهذا هذا أن جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في الإشراك، فلو كان قد وقع هذا كما قال من قال لكان كل أحد يذكره ليكون حجة عليه، فإن قيل: إخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - به كافٍ في وجوده، فالجواب أن المكذبين من المشركين يكذبون بجميع ما جاءتهم به الرسل من هذا وغيره، وهذا جُعل حجة مستقلة عليهم، فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها من الإقرار بالتوحيد ولهذا قال: ﴿أَنْ تَقُولُوا﴾ أي: لئلا تقولوا يوم القيامة ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا﴾ أي: التوحيد ﴿غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا﴾ الآية. [١] تقدم تخريجه في تفسير سورة الأنعام آية ٧٩. [٢] تقدم تخريجه كسابقه. [٣] أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده منقطع لأن الحسن لم يسمع من الأسود لكنه صرح بالتحديث فأخرجه الإمام أحمد من طريق محمد بن جعفر عن السري بن يحيى به بدون كلام الحسن في آخره، (المسند ٢٦/ ٢٣١ ح ١٦٣٠٣) وضعفه محققوه لانقطاعه رغم تصريح الحسن بالسماع من الأسود، وقد أخرجه البخاري من طريق الحسن البصري مصرحًا بالسماع من الأسود (التاريخ الكبير ١/ ٤٤٥). [٤] المسند ٣/ ٤٣٥، والسنن الكبرى، السير، باب النهي عن قتل ذراري المشركين (ح ٨٦١٦). [٥] أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ١٢٧) وسنده صحيح. [٦] صحيح البخاري، الأنبياء، باب خلق آدم وذريته (ح ٣٣٣٤)، وصحيح مسلم، صفات المنافقين، باب طلب الكافر الفداء ... (ح ٢٨٠٥). [٧] ظهر آدم أي: ذريته، سُمِّي ظهر لخروجهم منه. [٨] ذرأها: أي خلقها في ظهره وأودعها فيه. [٩] زيادة من المسند، والذرّ: واحدها بذرة، قيل: هي النملة وقيل: غير ذلك. [١٠] قِبَلا: أي عيانا ومقابلة. [١١] أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٢٦٧ ح ٢٤٥٥)، قال محققوه: رجاله ثقات رجال الشيخين غير كلثوم بن جبر فمن رجال مسلم. اهـ. وكلثوم بن جبر: صدوق يخطئ (التقريب ص ٤٦٢) وأظنه هو الذي رفعه لأن ابن أبي حاتم رواه موقوفًا وكذا الطبري وابن سعد كما سيأتي، فكلثوم تارة يرفعه وتارة يوقفه، وبما أنه صح موقوفًا فله حكم الرفع لأنه من الغيبيات، والحافظ ابن كثير قرر أن الوقف أكثر وأثبت كما سيأتي. [١٢] ووافقه الذهبي، المستدرك ٢/ ٥٤٤ ووافقه الذهبي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ١٦٢٣). [١٣] أخرجه الطبري من طريق عبد الوارث عن كلثوم به. [١٤] أخرجه ابن سعد عن ابن علية به (الطبقات الكبرى ١/ ٢٥). [١٥] أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من هذه الطرق موقوفًا أيضًا. [١٦] أخرجه الطبري من طريق جويبر به، وسنده ضعيف لضعف جويبر وأن الضحاك لم يلق ابن عباس، ويتقوى بسابقه. [١٧] أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده أحمد بن أبي طيبة فيه مقال كما قرر الحافظ ابن كثير والأصح وقفه، فقد أخرجه ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن يمان عن سفيان به موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولكن له حكم الرفع كسابقه. [١٨] الذي في الطبري من طريق يحيى بن سعيد عن سفيان به، وليس عن عبد الرحمن بن مهدي، وقد يكون ذلك في نسخة الحافظ ابن كثير. [١٩] أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٣٩٩، ٤٠٠ ح ٣١١)، وقال محققوه: صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن يسار الجهني لم يسمع من عمر. اهـ. وهذا التصحيح بالشواهد. وضعف سنده ابن عبد البر ثم قال: ولكن معنى الحديث قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرها (التمهيد ٦/ ٣ - ١٢). [٢٠] سنن أبي داود، السنة، باب في القدر (ح ٤٧٠٣)، وسنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الأعراف (ح ٣٠٧٥) والسنن الكبرى للنسائي كتاب التفسير (ح ١١١٩٠) وتفسير ابن أبي حاتم. [٢١] سنن أبي داود، كتاب السنة، باب في القدر (ح ٤٧٠٤). [٢٢] العلل للدارقطني ٢/ ٢٢١ - ٢٢٣. [٢٣] سنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الأعراف (ح ٣٠٧٦) وذكره الألباني في صحيح سنن الترمذي (ح ٢٤٥٩). [٢٤] ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٢٥). [٢٥] أخرجه ابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به وسنده ضعيف لضعف عبد الرحمن. [٢٦] أخرجه الطبري من عدة طرق عن عبد الرحمن بن قتادة به وفي سنده اضطراب وقد أفاض الأستاذ أحمد شاكر في ضبط سنده ثم ختم بقوله: وبعد ذلك كله فمعنى الحديث صحيح مروي عن جماعة من الصحابة بأسانيد ليس فيها هذا الاضطراب. [٢٧] سنده ضعيف لضعف جعفر بن الزبير. [٢٨] أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد من طريق أبي جعفر الرازي به، وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد من طريق سليمان بن يعقوب الربالي عن الربيع به بنحوه وفيه بعض النكارة (المسند ٣٥/ ١٥٥ ح ٢١٢٣٢) وضعفه محققوه لضعف سليمان. وسند ابن أبي حاتم أقوى وأجود. [٢٩] وتخريج الأحاديث كذلك يغني عن تخريج تلك الآثار. [٣٠] زيادة من (حم) و (عم) و (مح). - تفسير ابن كثير (العربية)@NADAMASAUD
@NADAMASAUD ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ [المائدة: ٥١] في يهود و نصاري ولكن دول مش عاي الاسلام دول علي الكفر لكن الانبياء و الصالحين قبل اللي امنوا بالانبياء دول كلهم علي الإسلام حتي قبل نزول القرآن فا سيدنا موسي و سيدنا هارون كانوا انبياء مسلمين
تحفة لو تعملوا قصاصات بتاعة احمد خالد توفيق فسلسلة سافاري ياريت بجد 😍
للاسف فيه قناه عاملاها على يوتيوب وكل واحد سمعها مش هيتقبل حد تانى يعمل دور علاء عبد العظيم مش عارف ينفع اقول اسمها ولا لا بس فعلا تحفه
تجربة حلوة كالعادة مع أوديوهات ولكن الموسيقى إلى في الخلفية دي ممكن تشيلوها

نحن جهة نشر فقط لهذه الحلقات
شكرا أوديوهات...الأداء جيد، لكن برجاء خفض صوت الموسيقى، لأنها تغطي على الكلام
مؤخرا اوديوهات بقت تستفزنا بالموسيقى ومهما نقول اخفضوا صوتها بحس انهم بيعملوا العكس

شكرا لتعليقك. نود الإشارة أن هذا العمل من ضمن الأعمال التي لم نقم بانتاجها بنفسنا وإنما نحن جهة نشر لها فقط.
جميلة اووي بجد بس الموسيقى عاليا اووي
😍😍😍😍
تحفة ♥️
لا بجد اوديوهات بتعمل عظمة فعلا و دايما متنوعه .. حقيقي فعلا لو محتاج تسمع رعب موجود لا وايه رعب بكل انواعه . دراما تلاقي . كوميدى تلاقي . خيال علمي تلاقي . ديني موجود.. اطفال ميضرش كل حاجه انت هتحب تسمعها هتلاقيها. مش بتنزل حاجه غير لما يكون الكاتب حاجه كده دماغ حقيقي مافيش عمل كان الكاتب اي كلام وحتي الاعمال اللي مابتشاركش فيها اوديوهات بتكون لناس فاهمه هي بتعمل ايه مش بتختار اى حاجه وحشو وخلاص. لا ده بيكون حاجه جامدة وكل ده علشان تستمتع بكل انواع الأدب. 😍😍😍 انا مش بحكبكم من شويه يااوديوهات 😘😘. نتكلم بقي عن العظمة دى بس اى كلام مش هيكفي اه وربنا 😊 الروايه في حد ذاتها (قبل تنفذها بالصورة الخطيرة اللي استمتعت بيها دى) . بتوثق حياة شعب شاف ولمس نعم ربنا عليه وبرضو كفر ويتوب ربنا عليهم ويرجعو يكفرو . تخليك كده طول ماانت قاعد تسمع ولا تقراء تحمد ربنا علي اقل نعمة ربنا كرمك بيها وتردد في دماغك ايات من سورة البقرة اللي القرآن الكريم وصف فيها الشعب ده الرواية تحفه فنية رائعة وتقدمت بطريقه احترافيه وطبعا ذادها جمال صوت الاستاذ اشرف عبد الغفور وطريقه نطقه للكلمات واداءه وطبعا كل الممثلين المشاركين كملو الصورة علشان تطلع وانت مستمتع حقيقي استمتعت جدا بالواقت اللي قضيته وانا بسمعها ومستنيه طبعا باقي الاجزاء انا سمعتها امبارح اول مانزلت بس كنت بسمعها بمزاج وكملتها الصبح علشان للاسف نمت وانا بسمع 😂 مش عارفه اشكركم ازى ياوديوهات علي الحلاوة دى😍😘 ومن موقعي هذا احب احيي كل انسان شارك في اخراج العمل التحفة ده 😊 ده ممكن يتقال عليه العمل الاقوى 😂 بس لا انا واثقه في اوديوهات انها لسه عندها اكتر وبتبذل كل مجهودها وطاقتها علشان تقدم اقوي الاعمال .. فنقدر نقول .. مازال العمل الاقوى لم يعرض بعد علي اوديوهات I Love you so much 🤩🤗

اوديهات انتو بتعملو عظمة ا إلقاء والموسيقي خرافة وياريت تنزولها منفردة او تذكرو اسم المقطوعة لانها اخدت القصة في عالم آخر❤️❤️❤️ انتو احلي مبلغ بدفعو في حياتي 🤣 اما هذا الكتاب العظيم يجعلني اردد مصر نعمة وجنة ادامها الله علي اهلها وازاد حبها وانتمائنا لها في قلوبنا واحيانا واماتنا علي هذه الأرض الي اخر نسلنا واخر الزمان اللهم لاتجعل لنا شركاء في مصرنا واحفظها بحفظك واجعل شعبنا في رباط الي يوم الدين اللهم ان هذه الارض ارضك تورثها لمن تشاء فاانعم علينا بارث ارضنا ولاتجعلها لااحد الاا لنا و لاأخيارنا واجعلنا خير من يسكونها ويرفعون شأنها ويحافظون علي هذه الأرض المقدسة اللهم احفظ مصر وتاريخها وشعبها واجعلنا أمة مصرية موحدة لايفرقها شئ ولا يحكمها غريب ولاظالم
برافو جدااا والله اضافه تحفه من استوري تيل وبجد يارب من نجاح لنجاح دايما ♥️♥️♥️♥️♥️♥️

اجمل ختام لعام ٢٠٢٤

متوقعتش الجمال دا كله شكراً أوديوهات ع اختياراتكم المميزة🤩
فعلا حاجة ممتازة انكم تجيبوا روايه زى دى وخصوصا انها بصوت ا اشرف عبد الغفور واحد من القلائل الباقين من الزمن الجميل أصحاب الصوت والمخارج الصوتية الصحيحة هو وأستاذ احمد ماهر عمل برده رواية حكاية جديدة للاندلس حاجة كدة من ريحة الزمن الجميل ياريت تضموها للمكتبة

أنا قافل أنهاردة بدري عشان استمتع بالعظمه إللي حصلت

براڤو أوديوهات، مع اني سمعتها قبل كدة، لكن أعجبتني هذه الإضافة الجميلة دي للقناة❤️❤️ متعة حقيقية والله قراءة أشرف عبد الغفور الرائعة، لغة عربية فصحى في غاية الإتقان، مخارج حروف صحيحة وسليمة، مافيش أخطاء تفصلك عن الاستمتاع بجد روعة روعة❤️❤️
جمييييلة 🥰🥰
رواية حلوة قووووى 🥰🥰

أما حتة مفاجأة!! ، مبهجة مبهجة مبهجة ، شكرًا أوديوهات الحبيبة. على فكرة أنا زوجة سيد مش سيد هو اللي كتب البوست ده.
الاداء حلو لكن الموسيقى مزعجه جدا و عاليه

👏👏👏👏👏👏👏💎👏💎💎👏👏👏👏👏👏💎💎💎💎

👏🏼👏🏼👏🏼👏🏼 الرواية دي تححححفة جداااا وسمعتها قبل كدة بكل شغف واكيد هحب اسمعها تاني♥️♥️♥️ مبسوطة جداااا انها بقت هنا🥹🥹♥️♥️♥️👏🏼👏🏼👏🏼👏🏼👏🏼 بجد اختيار موفق جدا 😍😍😍 دة غير ان فيها ا. محمد خميس كمان♥️♥️♥️♥️
سمعتها كتير قبل كدة..بس سعيدة اوي اني لقيتها علي اوديوهات

أنا قرأته ٣ مرات مش مصدقه اني هاعيش الحاله مسموعه 💖💖💖💖💖💖💖💖

جميلة أوى 🥰🥰🥰
مش مصدقة بجد مبسوطة اوي ان الرواية موجودة مسموعة اتمني تضيفوا روايات تانية كتير و الرواية التانية بتاعت الدكتور 💗💗💗💗🫶🏼🫶🏼✨🌸

💖💖💖

😍😍

مش مصدق ان اوديوهات ضافت التحفه الفنيه دي لمكتبتها .. شكراً اوديوهات ❤️🙏🤝